ارسطو اوناسيس امبراطور الاقتصاد العبقري

  • ارسطو اوناسيس 

(15 يناير 1906 - 15 مارس 1975رجل أعمال يوناني كان يعد من أغنى رجال العالم، اذ كان معروفًا بنجاحه التجاري وثروته العظيمة، وكذلك لحياته الشخصية، بما في ذلك زواجه من أثينا ماري ليفانوس (ابنة ملاح السفن ستافروس ج. ليفانوس)؛ علاقته بمغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس وزواجه عام 1968 من جاكلين كينيدي، أرملة الرئيس الأمريكي جون كنيدي.
وبانتقاله إلى امارة موناكو تنافس أوناسيس مع الأمير رينيه الثالث للسيطرة الاقتصادية على البلاد من خلال ملكيته لشركة اس بي ام وفي منتصف الخمسينيات سعى لتأمين ترتيبات شحن النفط مع المملكة العربية السعودية وانخرط في رحلات صيد الحيتان. في ستينيات القرن العشرين، حاول أوناسيس تأسيس عقد استثماري كبير، مشروع أوميجا، مع المجلس العسكري اليوناني، وباع الخطوط الجوية الأوليمبية التي أسسها في عام 1957.
ولد ارسطو اوناسيس في كارتاس، إحدى ضواحي مدينة سميرنا الساحلية (الآن معروفة بأزمير، تركيا) لأبوين يونايين سقراط وبينلوبي، وكان لأرسطو شقيقة واحدة من أبويه، أرتميس، وأختين من والده، هما كالروي وميروب، وكان جده قسيسا يأمل في أن يصبح حفيده قسيس ارثوذكسيا.
كانت ازمير خاضعة لحكم اليونان بين عامي (1919-1922) في أعقاب انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، لكن بعد ذلك تم إعادتها إلى تركيا أثناء الحرب اليونانية-التركية. ونتيجة للحرب فقدت أسرة أوناسيس ممتلكات كبيرة، مما جعلهم يصبحوا لاجئين وفروا إلى اليونان بعد الحريق الكبير لازمير في عام 1922. وخلال هذه الفترة، فقد أرسطو اوناسيس ثلاثة أعمام وعمه، وزوجته كونياليديس كرسستوموس وابنتهما، الذين لقوا مصرعهم حرقا في كنيسة ثياتيرا حيث لجأ إليها 500 من المسيحيين للاختباء من الحريق الكبير في ازمير.
مسيرته العملية
النقل البحري
بنى أوناسيس أسطول من سفن الشحن وناقلات النفط التي تجاوزت سبعين حاوية. أسطول أوناسيس كان يحمل أعلام بنما وكان يبحر بدون ضريبة وبالتالي كان يعمل بتكاليف منخفضة. وبسبب هذا، تمكن أوناسيس من جني الأرباح من كل معاملة، حتى ولو كان يتقاضى أدنى الأسعار في أسواق الأسطول التجاري. واستطاع أوناسيس تحقيق أرباحاً كبيرة عندما قامت شركات النفط الكبرى مثل سوكوني، موبيل، وتكساكو بتوقيع عقود طويلة الأجل بأسعار ثابتة معه لاستخدام أسطوله، وذلك عندما واجهوا مشكلة في إدارة أساطيلهم الخاصة، التي تحمل الأعلام الأمريكية وبالتالي تحتاج تكلفة عالية.

الاستثمارات


شارك أونازيس في خصخصة شركة الطيران الوطنية اليونانية وأسس شركة الخطوط الجوية الأوليمبية (تعرف اليوم باسم شركة الطيران الأوليمبية) في عام 1957. 
كما أنه شارك بثلث رأسماله على هيئة أسهم احتفظ بها في شركات النفط في الولايات المتحدة والشرق الأوسط وفنزويلا. كما أنه يمتلك أسهمًا إضافية تضمن سيطرته على 95 شركة متعددة الجنسيات في خمس قارات. كان يملك مصانع معالجة الذهب في الأرجنتين وأوروغواي وحصة كبيرة في شركة طيران في أمريكا اللاتينية واستثمارات بقيمة 4 ملايين دولار في البرازيل. 
كان يمتلك شركات مثل الأولمبية البحرية والسياحية الأولمبية وشركة كيميائية في بلاد فارس. كما أنه يمتلك العديد من الشقق والعقارات في باريس ولندن ومونت كارلو وأثينا ووأكابولكو، وكان يمتلك قلعة في جنوب فرنسا. كان يمتلك البرج الأولمبي (مبنى مرتفع مكون من 52 طابقًا في مانهاتن). وكان يملك جزيرة تعرف باسم سكوربيوس. 
كان له يخت فاخر بطول 325 قدم (99.06 م) يعرف باسم Christina O، وأخيرًا كانت له حسابات ودائع وحسابات في خزانة الدولة في 217 بنكًا في العالم كله.

توفي اوناسيس عن عمر يناهز 69 عاماً بتاريخ 15 مارس من عام 1975 في المستشفى الأمريكي بمدينة نويي سور سين الفرنسية بسبب توقف رئته عن التنفس بعد ما عاناه في سنواته الأخيرة من مرض الوهن العضلي الوبيل. وكان عند وفاته يمسك بيده «الوشاح الأحمر» الذي كانت قد أهدته له ذات يوم ماريا كالاس. وقد تم نقل جثمان اوناسيس إلى اليونان ودفن في جزيرته الخاصة سكوربيوس بجوار ابنه الكسندر. وقامت عائلة اوناسيس بإنشاء مؤسسة خيرية على ذكرى وفاة الابن وقامت بتسميتها الكسندر أس . هذه المؤسسة الخيرية أصبح لها فرع في إمارة لخنشتاين والتي تقع في جبال الألب بأوروبا الوسطى ومقرها الرئيسي في أثينا.
تلقت هذه المؤسسة الخيرية 45% من إجمالي ممتلكات اوناسيس العقارية والتي قد تركها إرثاً لإبنه الكسندر بالإضافة إلى 55% المتبقية والتي تركها إرثاً لإبنته كريستينا. وهذه المؤسسة تشتمتل على جزئين الأول وهو القسم الربحي أو قطاع الأعمال والذي يتم من خلاله إدارة قطاعات الأعمال المختلفة مثل الشحن والقسم الأخر خيري والذي يمثل أساس هذا المشروع والهدف الأساسي منه. ويتم استخدام القطاع الخيري وتمويله بشكل كبير لنشر الثقافة اليونانية حول العالم وتمويل قطاع المكافئات والجوائز للمبتكرين ومحققي الإنجازات حول العالم. بالإضافة إلى تمويل المنح الدراسية لطلاب جامعة اليونان.